الحمد لله وكفى، وسلام على رسله الذين اصطفى، وعلى خاتمهم المجتبى، محمد وآله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذا الكتاب نافذة على الإسلام، أو مدخل للتعريف به، لمن لا يعرف أو يعرفه معرفة قاصرة أو مشوهة، وتذكير وتأكيد لمن يعرفه، والذكرى تنفع المؤمنين: تعريف بمقوماته الأساسية، وبخصائصه العامة، وبأهدافه الرئيسية، وبمصادره المعصومة، بالإضافة إلى بيان الحاجة إلى الدين عامة، وإلى الإسلام خاصة.
وبهذا تحددت الأبواب التي يتكون منها هذا الكتاب:
الباب الأول: في الحاجة إلى الدين: حاجة العقل والنفس والفطرة في الفرد، وحاجة المجتمع إلى بواعث وضوابط.
والباب الثاني: في مقومات الإسلام، من العقيدة، والعبادة، والأخلاق، والتشريع.
والباب الثالث: في خصائص الإسلام، من الربانية، والإنسانية، والشمول، والوسطية، والجمع بين الثبات والمرونة.
والباب الرابع: في أهداف الإسلام، من بناء الإنسان الصالح، والأسرة الصالحة، والمجتمع الصالح، والأمة الصالحة، والدولة الصالحة، والدعوة لخير الإنسانية عامة.
والباب الخامس: في مصادر الإسلام، وهى القرآن الكريم، والسنة النبوية مبينته وشارحته.
وقد استنفدت في بيان هذه الأمور الهامة في الإسلام مما كتبته من قبل في كتبي الأخرى، مثل: الإيمان والحياة، والعبادة في الإسلام، والخصائص العامة للإسلام، والمرجعية العليا للقرآن والسنة، وبينات الحل الإسلامي، وغيرها.
فمن أراد أن يتوسع في معرفة الفصول التي كتبتها هنا فليرجع إلى مظانها في كتبنا.
وأرجو أن يكون ما كتبت هنا كافيا للمسلم المعاصر للوقوف على الحقائق الكبرى المتعلقة بالإسلام، وأن يمنحه زادا من الثقافة الإسلامية اللازمة للإنسان المسلم في عصرنا، ليتعرف على جوهر دينه، مبرءا من التجزئة والتجميد والتمييع والتشويه، سالما من تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.
كما يمكن أن يعطر غير المسلم ـ الذي يرغب في معرفة شيء عن الإسلام ـ صورة صادقة عن أساسيات هذا الدين، الذي أنزل الله به آخر كتبه، وبعث به خاتم رسله، رحمة للعالمين، وحجة على الناس أجمعين.
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
الدوحة في: رجب سنة 1416هـ، ديسمبر سنة 995ام.
الفقير إلى مولاه
يوسف القرضاوي
0 التعليقات:
إرسال تعليق